
تضارب وتناقض اقوال محمد فى قرآنه واحاديثه كثيرة، خاصة فيما يخص ما يسمى بالاحكام أو الحلال والحرام. فنجد محمد يقول "الحلال ما أحل الله فى كتابه، والحرام ما حرمه فى كتابه وما سكت عنه فهو عفو، فما قبلوا من الله عافيته" وهذا يدفع للاعتقاد ان الحكم الحقيقى هو كلام محمد فى القرآن فى اعتقادى أن استخلاص حكم من القرآن يقتضى وجود نص صريح لا يقبل التأويل لأنه إذا قبل التأويل دخل الاحتمال وإذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال واختلفت الآراء الذين اعتبروا الحجاب فريضة لا يمكنهم ذكر نص قرأنى صريح لا يقبل التأويل فيما يخص الحجاب، فقوله وليضربن بخمرهن على جيوبهن (النور 31) نص صريح لا يقبل التأويل وهو يقضى بحجب فتحة الصدر ولكنه لا يقتضى ستر الشعر، ولا الوجه، ولا الكفين ولا الساقين
وهناك نص: وليدنين عليهم من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين (الأحزاب 59) وقد اختلف الفقهاء والمفسرون فى تفسير كلمة "يدنين" فرأى بن عباس أن المقصود بها أن يسدل الخمار على الوجه حتى لا يكشف إلا عينا واحدة وفى بعض الروايات العين اليسرى بينما ذهب الشيخ متولى الشعراوى إلى أن تعبير يدنين يشير إلى أن يطول الثوب حتى يغطى الكعبين، وكلمة "يدنين" لا تعنى نصاً صريحاً، ولهذا قبلت التأويل واختلفت الاراء وتعارضت وفقا للمذاهب والمفسرين
وتستمر متاهة الايات القرآنية بسرد ايات اخرى وفقا للغرض والحدث الذى ادعى محمد انها نزلت من اجله، فنجد نص اخر يقول: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها (النور 31).. ومرة أخرى فإن النص يتحدث أولاً عن "الزينة" و يستخدم تعبيراً يحتمل التأويل ولهذا اختلفت التأويلات والاراء، اذا هو ليس بنص صريح
وهناك تعليق فقهى يؤكد ما اقول، ذكره الشيخ عبد المتعال الصعيدى فى كتابه "فى ميدان الاجتهاد ص45 تعليقا على الآية: يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. إذ قال وإنى أرى أن لا دلالة فى هذه الآية على وجوب ذلك النقاب لأن الصيغة "يا أيها النبى قل" لا تدل على الوجوب لأن الأمر بشىء لا يدل على وجوب هذا الشىء كما هو مذهب جمهور علماء الأصول، ولأن قوله ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" مما يدل على أن ذلك لا يدفع الفساد حتما، وإنما هو أدنى إلى دفعه ومثل هذا يكون مندوبا لا واجبا
الآية الوحيدة التى جاء فيها ذكر كلمة "حجاب" فى القرآن بالنسبة للمرأة كان خاصاً بنساء محمد ونزلت لظرف خاص يعرفه الجميع من كتب السيرة وشرح الاحاديث. وورد فى القرآن ما يوضح أن نساء محمد لسن كأحد من النساءوهذا أمر له شواهده فقد حرم عليهن ان يتزوجن بعد وفاته، كما ضاعف لهن العقاب على السوءات والثواب على الحسنات الخ الخ الخ
فبأى منطق يطبق على نساء المسلمين حكم يخص نساء محمد؟

الواقع انه لا يوجد فى القرآن نص صريح لا يقبل التأويل على الحجاب! ولكن هناك نصوص على الحشمة، وعدم التبرج والتبذل وهذا لا يقتضى بداهة اجبار المرأة على ارتداء الحجاب او النقاب او اخفائها داخل كيس الزبالة المسمى بالخمار
ولا يعد ذكر القرآن لكلمة "خمارهن" أمراً بوضع خمار لأن الخمار كان هو غطاء الرأس الذى يضعه كل من الرجل والمرأة ليقى رؤسهم من لهيب شمس الصحراء الحارق والجو المترب الخانق... كما كان عامة الرجال يضعون العمائم للغرض نفسه، وقد جاء فى بعض أبواب الفقه "المسح على العمامة" فهل يعتبر ذكر محمد للعمامة هنا أمراً للرجل المسلم بأن يضع العمامة؟
وكيف يأمر القرآن بالخمار، وقد كان الخمار موجوداً فى الجاهلية قبل الإسلام؟
الحجاب كان مقررا فى شريعة حمورابى (1792-1750 ق.م.) قبل الإسلام بألاف السنين وطبقته أثينا وبيزنطة، فكيف يأمر به القرآن؟
فلماذا يتدخل الرجل المسلم ويفرض زى بعينه على المرأة؟ ربما نجد الاجابة اذا عدنا الى الوراء الى تاريخ العرب القذر قبل وبعد الاسلام، فمن المعروف ان المرأة كانت ولا زالت فى نظر المسلم عورة يقتصر دورها على اشباع الرجل العربى جنسيا، سواء كانت زوجة او جارية تباع وتشترى او غنيمة حرب. ومعلوم ايضا ان طقوس الحج فى الاصل كانت لطلب الخصوبة والمتعة الجنسية وكان غالبية العرب رجال ونساء يطوفون عراه حول بيت الدعارة المسمى ببيت الالهه إساف ونائلة أو الكعبة! وحتى لا يظن المسلم المغيب ان ما اقوله افتراء على العرب والمسلمين يمكن للقارئ مراجعة صحيح مسلم والحديث رقم 2141 ونصه: و حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه قال
كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس والحمس قريش وما ولدت كانوا يطوفون عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا فيعطي الرجال الرجال والنساء النساء وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة وكان الناس كلهم يبلغون عرفات قال هشام فحدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت الحمس هم الذين أنزل الله عز وجل فيهم: ثم افيضوا من حيث افاض الناس

لم يكن هذا العرى فقط قبل الاسلام كما يحاول بعض الاصوليين ترسيخه فى اذهان المسلم، فقد أمر محمد ابن امنة فى الحجة التي حجها أبو بكر عنه سنة تسع هجرية أن ينادى مناديا ألا يطوف بالبيت عريان (راجع صحيح مسلم بشرح النووى ـ باب الحج) واذا كان موسم الحج هو موسم التعرى والجنس فى عهد محمد ومن سبقوه، فهو يستوجب اليوم بث شعائر حج العراة مشفرة وعلى فضائيات الكفار وللكبار فقط
بمرور الزمن اختلفت بعض تقاليد ومناسك الحج وابقى العرب على بعض طقوس حج العراة طالبى الخصوبة والفحولة مثل تقبيل الحجر الاسود الذى ربما من الصدفة انه يشبه رحم المرأة! اليوم

